عدد الرسائل : 80 العمل/الترفيه : طالبه المزاج : رومانسيه تاريخ التسجيل : 31/08/2008
موضوع: شهد وفهد ومر الفراق الخميس سبتمبر 10, 2009 6:52 pm
:bounce:
دق جرس الساعه صباحاً .... 7.30
شهد : فهد ... فهد قوم ! الساعه سبع الصبح ... باقي تفطر وتاخذ أحمد لمدرسته ! فهد قوووم عاد ...
فهد : اوووف اتركيني انام ! ابي انام ارتاح ..
شهد : شو ترتاح قووم ود أحمد المدرسة بالأول ! رفع رأسه ... نظر إليها ! قال : أنتِ تسدين نفسي كل صبح بإزعاجك ... وكان ما بهالدنيا احد عنده دوام غيري و لا فيه احد عنده توصيلة مدرسه غيري ...
شهد : زين قوم أنت الحين قاعد تخربط مدري وش تقول .... قوم وفكني من كلامك حق كل صبح ...
. .
استدارت شهد وخرجت من الغرفة ولا زالت كلماته الصباحية تضيق الخناق على قلبها لم يتغير فهد , في كل صباح على هذه الحال .... ونفس الموال ! تتذكر كيف كان فهد معها ....في أول أيام زواجهم .. كيف كان حديثهم وكيف كان ينطق بكلمات الحب لها … تتساءل .... أين ذهب قلب فهد ؟ اتجهت للمطبخ عرفت أن فهد سينهض متأخرا كعادته وأعدت له كأس حليب .... جهزت أحمد وانتظرت خروج فهد من الغرفة .. خرج فهد ... عابسا متململا ...وكأن هموم العالم على ظهره !
فهد : يالله احمد جاهز ...
أحمد : ايه بابا جاهز ..
فهد : ينظر باتجاه شهد ... كعادته كل صباح ....
شهد : سويتلك كأس هالحليب أشربه في الطريق ....
فهد : تعبتي نفسك .... حليب ! .... قالها بسخرية !! امسك بيد احمد وخرج من المنزل ... بقيت شهد واقفة ترقب خروجهم وبيدها كأس الحليب ! تمتمت .. يارب صبرني ! أوصل ابنه احمد للمدرسة واتجه للعمل ... الساعة قاربت على الثامنة إلا ربع
تأخر كثيراً ! بدأ يفكر بحاله مع شهد ... وكيف وصل بهما الأمر لهذه الحال ... كيف كانوا ... وكيف صاروا ..! اين تلك المشاعر والأحاسيس ! عاتب نفسه ... مره ! وعاد ليلقي اللوم على شهد أخرى ! فكر كثيراً ! كيف السبيل لان تعود الأيام " الحلوة " بينهم ؟ أشتاق لسماع كلمة " أحبك " على لسانها .. تذكر كيف كانت حياتهم .. في أول سنة .... نطقها بصوت خافت .. سنة حب ! كان يشعر بأنه أسعد رجلٍ في الدنيا ... لا حدود للفرح في حياته .. كانت شهد ... تُشعره بطعم الحياة ... في كل لحظة ! وكأن همها الأول فهد ..... وهمها الآخر .... أيضاً فهد ! فكر ملياً .... بشهد الإنسانة ... بعمق الروح التي تحملها ... رآها وكأنها المرة الأولى .. تقمصها في خياله .... شعر بها أمامه .. أحس بألمها ! عرف أين بدأت المشكلة ؟ عرف أنه هو السبب ! قد إبتعد عنها .. ابتعد عنها كثيرا فما عادت هناك ساعات للأحاديث المطولة ! للمزح ولكلام الحب .... حاول أن يتذكر متى كانت آخر مرة قال لها ... أحبكِ ! لم يتذكر ... عرف أنه كان مقصراً جداً ! سرح بعيداً جدا ! شعر بغصة تخنق ! مد يده لجيبه ... أخرج هاتفه الجوال ! بحث بإسمها .. " عذبة الروح " غير مسجل .... صُعق ! تذكر أنه كان يخزن رقمها بهذا الإسم ؟ وليزيد حجم الألم ! تذكر أنه غير هذا الاسم منذ مدة ... إلى .... " البيت " اتصل بها على هاتفها ... رن الهاتف .... ورن أخرى ... وأخرى .. جاء صوتها ! بالرقة التي يعرفها ! تذكر أول مرة .. سمع بها صوتها أيام الخطبة !
شهد : الو ... !
سمعها ... وكأنه يسمعها بعد غياب سنين طويلة ! لم يقوى على الحديث ! فالوجع يضيق عليه .. يشعر بأنه يذرف الدموع بلا دموع .. والألم يعتصر قلبه ونبضه ..
شهد : فهد .... فهد .....
تسمع شهد صوت ارتطام ؟ تصرخ ! فهد ... فهد .... رد علي ... وش صار فهد .. تصرخ ... فهد ... حبيبي رد علي ! يخنقها البكاء ... ينقطع الخط ... تصرخ فزعه .. و تسقط على الأرض ...
و تغرق في إغماءه !
. . . .
خرجت شاحنة أمام سيارة فهد ... المسرعة ! ارتطم بها دون أن يجد الفرصة لتفاديها .. سمع صوت الارتطام وصراخ شهد ... كل شيء بدأ غريب اليوم .... لأول مره يسمع أنين الحديد وصوت تكسر الزجاج بهذه القوة ... وكأن الحياة بدت تسير ببطء شديد ... كل جزء من حياته بدأ يعيد نفسه ... أصبح يرى صورة شهد في المرآة أمامه فتتهشم .... وتسقط ... صورة أحمد .... على المرآة الجانبية ... تتهشم هي الأخرى ... و تطير عالياً ... كل الأشياء بدأت تتوجع من الارتطام ... حياته .... بدأت في الإنحدار ... نحو ....ظلمة صامته .. شعر فجأة بالنهاية .. اقترب من ... الموت ! هنا .. بدأ التعلق بالحياة ! رغبة قوية اعترت قلبه ... تنشد الحياة والنجاة من الموت .. خاف أن تنتهي بهذه الطريقة ... شعر بالخوف وارتعب .. فكر بشهد ... أخذ يبحث عن هاتفه النقال ... وجده على المقعد الجانبي .. لا يقوى على الحراك .. بسرعة فك حزام السائق ... وقفز ليحمل الهاتف ... ليبحث عن شهد .. عن حبه الوحيد ... رغب لأول مره أن يصرخ لها ... أحبك شهد ! سامحيني .. كلمتان كانت تحمل عاطفته اتجاه زوجته التي يحب لكنها في هذا الوقت .. من أغلى لحظات حياته ! قد يظفر بها ! وقد يرحل متحسراً عليها .. سمع صوت ارتطام قوي أسكت كل شيء ! كل شيء توقف .. سكون خيم على المكان ! أصبح لا يسمع غير صوت أنفاسه ! تختنق ! مرة يقوى على التنفس ! وأخرى يسمع صوت أنفاسه .. وكأنها تختلط مع روحه .. وكأنها تنازع في الخروج من جسده ! رائحة الدم ! وزجاجة عطره التي يحب .. اختلطت في المكان ...
خشي من فتح عينيه ! ليرى حاله التي هو عليها .. فكر لو كنت في نزاع مع الموت ... لكان هناك ألم ! لكنت شعرت بالدم يخرج من جسدي .. شعر بالاختناق فجأة ! لا يقوى على التنفس ! اخذ يضرب برجله .. فتصطدم بلا شيء ! يضرب بكلت يديه على صدره .. ينشدُ .. نسمة هواء ! عرف أنها النهاية ! بيده هاتفه ! تحسس بإصبعه .... زر إعادة الاتصال ! وضع الهاتف على أذنه ! يسمع رنينه متقطع ! وكأن كل جزء من الثانية .. دهراً كاملاً لا ينتهي ! ينتظر وينتظر ! ينتظر ويكابد ألام إختناقه ... ينتظر ولا مجيب ! تخور قواه ! يسقط هاتفه من يده ! يفتح عينيه .. يرى إطار الشاحنة قد إستقر بمقعده .. خلف المقود ! وهو بالمقعد الجانبي ! تذكر محاولته الأخيرة ليلتقط الهاتف من المقعد الجانبي ! نظر لجسمه ولم يرى خدشا واحدا .. سوى أن المقعد يضغط على صدره .. ويمنعه من التنفس ! سمع أصوات تنادي عليه .. وصوت منشار يقطع الحديد خلفه .. شعر بالسعادة .. عرف أن أمامه وقت كافي .. ليضع كل شيء في مكانه .. أخرجوه من السيارة .. مبتسماً .. فرحاً بالدنيا .. يرى كل شيء .. وكأنه أول مرة .. سمع ..! حمد لله على سلامتك ... بغيت تروح ! تحمد الله يا ولد ! الأصوات تنهال عليه من كل مكان .. بعضها لا يفهمه .. سمع صوت هاتفه داخل السيارة .. صرخ لرجل الإنقاذ .. الهاتف .. الهاتف .. ناوله الهاتف ونظر للرقم المتصل ..
البيت : يتصل بك ! فرح باتصالها .. عرف أنها شهد .. حبيبته ! رفع الهاتف .. قال : هلا شهد ! سمع صوت الخادمة .. تصرخ !!
بابا بابا مدام في موت ! أسودت الدنيا بعينيه ... كل شيء في المكان لبس السواد ! شعر بلوم كبير لنفسه ... تمتم بصوت غير مسموع .. ليتني انا ياشهد ! ليتني مت بدالك ! خارت قواه .. سقط على الأرض ! يبكي بحرقة ! يذرف الدمع بلوعة تقتل ! الناس يراقبونه بحزن ! تلفت حوله .. ليرى نفسه وحيداً .. يجلس على زجاج سيارته المهشمة .. حملوه ... للمستشفى ! ليتم علاجه ويخرج للدنيا .. ليعيش بعدها ... بدون شهد ! مع ابنه أحمد .
وماتت شهد !! ماتت من خوفها على فهد !
لكم تقدير حجم الألم .. حجم العذاب بعدها ! سيتمنى ! انه مات بالحادث ! ولم يكابد هذه الأحداث ! ماتت شهد ! يا فهد ! ستتمنى أن تعود اللحظات ! لتشرب كأس الحليب ! وتبتسم !